فِراقُ الصديق
صديق الطفولة ليس مجرد شخص نشأنا معه، لهو مرآة لبراءتنا، وصوت ضحكتنا القديمة، وذاكرة لا تمحى. وحين نفقده… لا نفقد شخصًا فقط، بل نفقد جزءًا من أعمارنا. أتذكّره جيدًا… نا نركض في الشوارع الضيّقة، نضحك من أبسط الأشياء، نتشاجر لنصف دقيقة، ثم نعود وكأن شيئًا لم يكن. كنا نخطط لمستقبل بريء، لا نعرف فيه معنى الفقد أو الرحيل. كن الزمن غيّر كل شيء… غاب صديقي، إما بالبعد، أو بالظروف، أو بالقدر. رحل وبقيت الذكريات تسكنني، توقظ في قلبي الحنين كلما سمعت ضحكة تشبه ضحكته، أو مرّ طفلان يركضان كما كنّا نفعل. فقدان صديق الطفولة… هو أن تحسّ أن جزءًا منك رحل، أن طفولتك أصبحت ناقصة،أن الزمن خطف أحد أجمل فصول عمرك،تركتك الذكرى تتنفس وجعًا ناعمًا لا يُشفى وإن كان الفراق قد خطفنا من بعض فالذكرى لا تزال تحكي عن صداقتنا…وتهمس لي: كنّا يومًا أجمل من الحكايات.